سلمة قرية محاطة بالمستعمرات الصهيونية، تقع على طريق يافا ـ اللد التي كانت تسلكها القوات البريطانية من وإلى معسكر ليتفنسكي. منذ 1/12/1947 والصهاينة يتحرشون بأهالي سلمة، حيث اعتدى سكان هتيكفا على مزارع عربي فما كان من شبان سلمة إلا الرد بقتل اثنين من الصهاينة في نفس اليوم والمكان. شن الصهاينة هجوماً قوياً بمجرد مغادرة البريطانيين، فتصدى لهم الأهالي وكبدوهم خسائر فادحة، فأجبروا على التراجع، لكن المفاجأة كانت أن هناك هجوم آخر من شمالي للقرية، لكن مناضلي سلمة استطاعوا صد الهجوم وقاموا في الليلة نفسها بهجوم معاكس على مستوطنة هيتكفا وأشعلوا النار في بعض المنازل، ففر سكان المستوطنة تاركين 26 طفلاً وراءهم سلمهم المجاهدون للسلطات البريطانية.
في يوم الأحد الواقع في 8/12/1947 أي بعد حوالي عشرة أيام من صدور قرار التقسيم وبينما كانت امرأة عربية من سلمة (عائشة إبراهيم الحوتري) تجمع الأعشاب والحشائش من بيارة لهم مجاورة لمستعمرة هاتكفا وكان اليهود في ذلك الوقت كما سبقت الإشارة إلى ذلك في قمة فرحهم وسرورهم يتظاهرون غبطة وابتهاجاً بقرار التقسيم وقرب قيام دولتهم التي كانوا يحلمون بها شاهد بعضهم تلك الفتاة العربية فحاولوا الاعتداء عليها فما كان من الفتاة إلا أن صرخت بأعلى صوتها تستنجد بالمتواجدين في بياراتهم المجاورة من أهلي سلمة الذين هبوا على الفور لنجدتها وحصل اشتباك في الأيدي في البداية بينهم وبين ذلك النفر من شباب اليهود الذين حاولوا الاعتداء على تلك الفتاة التي مضت إلى البلدة وهي تكرر الصراخ وسرعان ما انتشر الخبر بين أهالي بلدة سلمة الذين أسرع بعضهم إلى حمل سلاحه والتوجه فوراً إلى مكان الحادث، ولما رأى اليهود تقاطر أهالي سلمة بأسلحتهم ذهبوا من فورهم للاستنجاد ببني جلدتهم من سكان المستعمرة، ولم يمض وقت طويل حتى تطور الأمر إلى تبادل إطلاق النار بين الفريقين، وكان سماع إطلاق النار كفيلاً بأن يجعل أهالي سلمة يغلون كالمرجل،
وقد بادر بعض شباب سلمة بالهجوم نذكر منهم كل من:
فارس محمد الحسين، سعيد الشادوح، سيد حفناوي، خميس أبو رقعة، صالح رمضان، وخليل السالم صقر، وأسرع كل من يملك سلاحاً إلى حمل سلاحه وجمهور من الرجال والنساء من خلفهم يرددون الله أكبر الله أكبر، وكان الغروب قد بدأ ينشر أجنحته على الكون حينما تجمع المسلحون من أهالي سلمة ووجدوا أن الأعداء اليهود لا زالوا يطلقون عليهم النار فأصروا على اقتحام المستعمرة وتأديبها انتقاماً على فعلتهم الشنعاء في محاولة الاعتداء على الفتاة العربية، وفعلاً صاحوا بصوت واحد - الله أكبر... الله أكبر، فتح ونصر، واقتحموا المستعمرة غير هيابين ولا آبهين بطلقات الأسلحة التي كانت توجه إليهم من الأعداء، وكان لصدى تكبيرهم فعل السحر في نفوس أهالي بلدة سلمة الذين هبوا جميعاً رجالاً ونساءً وأطفالاً وشيوخاً فحملت النساء أوعية الكاز وأعواد الثقاب وهن يزغردن ويزودن بها الرجال والفتيان الذين مشوا وراء المسلحين من رجالهم، فالمسلحون يطهرون بيوت الأعداء من سكان المستعمرة من المقاومة وغير المسلحين من خلفهم يصبون الكاز في تلك البيوت ويشعلون النار فيها، وقد فتحت معظم بقالات أهالي سلمة أبوابها، لتقديم الكاز وأعواد الثقاب للمهاجمين من أهالي سلمة ونذكر منهم على سبيل المثال لا الحصر (محمود العيشة) أو محمود محمد يوسف أبو نجم وموسى مفتاح وغيرهم من أصحاب البقالات في البلدة.
بوركت جهودكم في توثيق تاريخ سلمه ومناضليها في ظل هالتعتيم المقصود في اظهار بطولات اهاليها وعدم اهتمام اهاليها في تأريخ ما جرى ابان احتلالها من قبل عصابات اليهود..لكن اتمنى ان يتضمن التأريخ شهادات حية او مكتوبة وان لا يكتب التاريخ من منظور الحادي الجانب ..وان يفتح كادر لتوثيق احداث الحرب وقبلها لقرية سلمه بالصور والوثائق ان امكن ..مع كل الشكر المسبق
ردحذفعمر النادي