اول طاقم اسعاف طبي نسائي متكامل يتحدى " كورونا
*" لا تخشى اول سائقة وضابطة اسعاف على مستوى الوطن صفية البلبيسي من نقل المصابين بفيروس " كورونا " الى المشافي المختصة في طولكرم كونها تتخذ كافة الاجراءات والاحتياطات اللازمة للوقابة من هذا الوباء الخبيث والقاتل على حسب حد قولها ، مؤكدة انها استطاعت التغلب على الصعوبات والعراقيل التي واجهتها خلال فترة عملها في اسعاف جمعية الهلال الاحمر الفلسطيني الممتدة على مدار 23 عاما " .*
*وتقول بلبيسي " للحياة الجديدة " انها تعمل منذ 23 عاما في هذه الجمعية وتعشق عملها رغم الفرح والحزن الذي ينتابها خلال التعامل مع المصابين ، فرحها انها تقدم خدمة انسانية في انقاذ ارواح المصابين الذين يتعرضون لحوادث مختلفة وحزنها انها تفقد ارواحا في بعض الاحيان اثناء تقديم خدمات الاسعاف والانقاذ لهم ، واستطاعت تخطي الكثير من الصعوبات التي واجهتها تحديدا بعد اصابتها واستشهاد زميل لها " ابراهيم الاسعد " في المهنة*
*واستشهاد اخيها بين يديها برصاص الاحتلال اثناء نقله الى المستشفى ، كل تلك الاحداث دفعتني الى التمسك بعملي بهذه المهنة لغاية اليوم ".*
*وعن تقبل المجتمع لفكرة قيادتها لسيارة الإسعاف، قالت: "في البداية كان الأمر غريبا، ولاحظت استغراب الناس من كوني اقود سيارة الاسعاف، وأسرع في حالات معينة، إلا انهم سرعان ما تقبلوا الفكرة، وبات الأمر عاديا جدا".*
*وأضافت: "لقيت تشجيعا كبيرا من زملائي في الجمعية، ومن أهلي، فوالدي هو من وجهني لأكون ضابطة اسعاف، وهو من شجعني على القيادة، واشقائي هم من علموني قيادة السيارة الخصوصية، ومنحوني ثقة كبيرة بنفسي".*
*ومع بداية ازمة تفشي "كورونا" في المدن الفلسطينية تتابع بلبيسي باهتمام الاجراءات التي اتخذتها الحكومة لمواجهة هذا الفيروس الخطير معربة عن خيبة املها من استهتار بعض المواطنين وعدم التزامهم بالإجراءات الوقائية لحماية انفسهم وعائلاتهم من الاخطار داعية الجميع الى الالتزام بالحجر المنزلي تجنبا لانتشار هذا الوباء في مجتمعنا الفلسطيني .*
رافقت اول طاقم اسعاف نسائي على مستوى الوطن خلال قيامه بنقل احد المرضى في طولكرم ، حيث هرعت اول ضابطة وسائقة الاسعاف صفية بلبيسي على مستوى الوطن برفقة زميلتها عزيزة عوض بمركبة الاسعاف التي اخترقت شوارع المدينة الرئيسية وهي تشير غاضبة الى استهتار الكثير من المواطنين وعدم التزامهم بالحجر المنزلي مؤكدة ان الحكومة تسعى جاهدة الى الحد من انتشار هذا الوباء الفتاك الذي يودي بحياة الالاف من سكان العالم يوميا .*
*اخترقت مركبة سيارة الاسعاف شوارع المدينة الكرمية باتجاه وسط المدينة وهي تطلق صافرة سيارتها، وتنطلق نحو "الحالة" دون أي تردد، تطلق الصافرة لاشعار السائقين الآخرين بوجودها وبضرورة تسهيل مهمتها، فتتجاوز سيارة تلو الأخرى، وسرعان ما تصل لتقدم المساعدة لمن يطلبها ، رغم تمركز الامن بين طرقات المدينة وتدقيقه في هويات المركبات في محاولة منهم لضبط الحركة والحد من تحركات المواطنين الغير ضرورية ، وكانت بلبيسي تتميز بسرعة ومهارة فائقة في اقتياد المركبة وزيادة سرعتها وخفضها حسب الحاجة قبل ان تشير بعينها الى مراسلنا قائلة :" اعمل في هذه المهنة منذ فترة طويلة ، واكتسبت خبرة ومهارة كافية في التعامل مع الحالات المرضية سواء كانت صعبة او خطيرة ، ولا اخشى بنقل المصابين بفيروس " كورونا " كوني اتخذ كاقة الاحتياطات اللازمة للوقاية من هذا الوباء ، لكن حقيقة اشعر بالخوف بعد عودتي الى المنزل حيث اعمل على غسل الوجه والايدي والملابس على الفور تخوفا من اصابتي بهذا الفيروس ونقله الى افراد عائلتي وخاصة كبار السن منهم " .*
*وتطرقت بلبيسي الى البروتوكول المخصص لنقل المرضى الذين يحتمل اصابتهم بفيروس " كورونا " مؤكدة ان نقلهم يتطلب ترتيبات جديدة واتصالات مكثفة من اجل معرفة الجهة التي تقبل استيعاب هذا المريض وتقديم العلاج الطاريء له ، املة من الله سبحانه وتعالى ان ينجي شعبنا من هذا الوباء ومتمنية لشعبنا الصحة والسلامة باذن الله تعالى .*
*بدورها قالت ضابطة الاسعاف عوض انها انخرطت في مجالِ الإسعاف لإنقاذ الأرواح برفقة زميلتها كونها تعشق هذه المهنة ولتبقي تجربتُها تأكيداً على ألا مكانَ لعادات قد تمنع المرأة من العملِ في مهنة كهذِه ، مؤكدة انها تشجع الفتيات على العمل والتطوع في جهاز الإسعاف والطوارئ، مشيرةً إلى ان بعض الحالات تتطلب وجود فتيات للتعامل معها، متمنية أن تخطو أخريات خطوها في مجال الإسعاف، قائلةً: "الأمر سهل جدا، بقليل من العزيمة، وتحد مع النفس، يصبح الأمر عاديا جدا".*
*وتحدثت عوض عن اليات التعامل مع مصابي " كورونا " مؤكدة انه لحظة تحرك مركبة الاسعاف باتجاه المريض يتم اخذ كافة المعلومات اللازمة عن المريض وفي حال عدم توفر المعلومات اللازمة يتم التحقق منها فور وصولنا الى موقع المريض فاذا كان قادما من داخل اسرائيل يتم التعامل مع المريض كانه مصاب " بكورونا " ونتبع البروتوكول المناسب في هذا الشأن .*
تعليقات
إرسال تعليق