يافا: اغلاق مدرسة الزهراء الابتدائية التاريخية 1938 - 2019
صحيح، افتتحت السنة الدراسية بسلاسة وهدوء وسط آمال وتوقعات، وراحة بالٍ وترحيب، فكل شيء اكتسى حلة جديدة وطُلأت الجدران وتزيّنت المدارس بألوان البهجة والسرور، ولا مجال أمام أحد لتعكير الجو. فالجو صافٍ واللباس زاهـٍ والابتسامة استحكمت الافئدة والوجوه.
- ووسط هذا الجو الحالم، نسي الكثير منا أن عملية اجرام وقعت بحق تاريخ هذه المدينة وهويتها، جرمٌ سكتت عنه الأقلام والأفواه، ورُفعت المشاهد عن هذه المدرسة التي أضحت في مهب الماضي المنسي، نعم افتتح العام الدراسي لكن أغلقت مدرسة الزهراء الابتدائية للبنات الى الأبد، ولا مجال أمامنا لإخفاء هذه الفاجعة، وأُغلقت معها مدرسة مرساة يافا التكنولوجية، هاتان المدرستان خدمتا أهالي يافا على مدار عشرات السنين، واذا ما تحدثنا عن الزهراء فانها خدمت أهالي مدينة يافا أكثر من 80 عاماً ، لكن بجرة قلم قررت بلدية تل ابيب طمس هاتين المدرستين إلى غير رجعة والقضاء على حقبة تاريخية سطعت في سماء الشرق فأنارته بنور خريجيها
وتسابقت الأيام ومضى على افتتاح السنة الدراسية أسبوعان، وبقيت مدرسة الزهراء الابتدائية مغلقة بحكم قرار رئيس البلدية الذي أُستقبل برحابة صدر وامتنان، وقد تناسى البعض أن المدينة حُرمت من مدرسة كانت تحتضن أبنائها، وحُرم عشرات المعلمين من مكان عملهم وقد عاشوا فيها حيناً من الدهر.
فكيف لمدينة أن تسكت أمام هذه الجريمة النكراء، وكيف للجان الآباء واذ بها لم تتفوه ببنت شفّه ازاء هذه المصيبة، فالعالم المتحضر يُسارع لافتتاح مزيد من المدارس، أما في مدينتنا فثمّة من يوافق على اغلاقها!، وها قد طُويت الصفحة ووافق الجميع بسكوتهم وصمتهم على هذا القرار المشؤوم.
........
اعداد النشر :yafa4you
أقراء أيضاً
تعليقات
إرسال تعليق