يعتمد فلم "المنشية" على التاريخ الشفوي لإثنين من مهجري الحي، إفتخار ترك وصالح مصري، يرويان لنا بعد 62 عاماً حكايتهما الشخصية خلال الحرب والتهجير
عام 1936 بدأت الثورة العربية الكبرى، حيث تمرد العرب ضد سياسة الانتداب البريطاني وضد الصهيونية وهجرة آلاف اليهود إلى البلاد. حتى الثورة، كان حي المنشية في طريقه ليصبح جسراً بين المدينتين، خطاً واصلاً بين تل أبيب ويافا. إلا أنه مع بداية الثورة وحتى 1948 اعتبر السكان اليهود حي المنشية مبعث القلق الأمني الأكبر لتل أبيب وللأحياء اليهودية المحيطة. من المحتمل، أن يكون هذا هو السبب لاختفائها من رسومات نحوم جوطمن، الرسام من تل أبيب، حين رسم تل أبيب الصغيرة في سنوات الثلاثين والأحياء اليهودية الأخرى، لم ير المنشية.
قبل عملية "حميتس" بأيام قليلة، عملية تطويق مدينة يافا وعزلها عن القرى العربية المحيطة بها، بدأت منظمة "الإيتسل" بهجوم مباشر على حي المنشية. لأول مرة، جمع "الإيتسل" وحدات عسكرية من أنحاء متعددة في البلاد من أجل هذه العملية، وحسب مصادر "الإيتسل" وصل عدد مقاتليه حوالي 600 مقاتل مدججين بالسلاح والقنابل اليدوية التي سرق قسم منها قبل ذلك من قطار عسكي بريطاني في منطقة "فردس حنه". كان هدف هجوم الإيستل هو عزل المنشية عن باقي أحياء يافا، ثم السيطرة عليها واحتلالها.
بسبب عطل فني، أجلت ساعة الصفر. والهجوم الذي كان مخططاً لساعات الليل بدأ فجر يوم 25 نيسان، بدون أن يكون للمهاجمين سلاح احتياطي كاف. لم تنجز المهمة في 25 نيسان ولا في الليلة التي تلته. في هذه الثناء وصلت قوات من الجيش البريطاني الذي أصدر إنذاراً صارماً لوقف هذا الهجوم. بالرغم من ذلك جدد "الإيتسل" هجومه في 27 نيسان، وخلال تكبده خسائر بشرية كبيرة وصل إلى البحر
عام 1936 بدأت الثورة العربية الكبرى، حيث تمرد العرب ضد سياسة الانتداب البريطاني وضد الصهيونية وهجرة آلاف اليهود إلى البلاد. حتى الثورة، كان حي المنشية في طريقه ليصبح جسراً بين المدينتين، خطاً واصلاً بين تل أبيب ويافا. إلا أنه مع بداية الثورة وحتى 1948 اعتبر السكان اليهود حي المنشية مبعث القلق الأمني الأكبر لتل أبيب وللأحياء اليهودية المحيطة. من المحتمل، أن يكون هذا هو السبب لاختفائها من رسومات نحوم جوطمن، الرسام من تل أبيب، حين رسم تل أبيب الصغيرة في سنوات الثلاثين والأحياء اليهودية الأخرى،
تدريجياً تحولت المنشية إلى حقل تجارب للهندسة المعمارية الإسرائيلية ونقلت إلى الملكية العامة.
في سنوات ال 50 بدأت تنسج مخططات حول مستقبل مسطح الحيّ. أبرز هذه المخططات كان مخطط "سيتي"(المدينة). كان من المفروض، حسب هذه الخطة، أن يقام في الحيّ المركز الجديد للمدينة العصرية. "مسطح المنشية"، كتب المهندسون، "كأنه أُعدّ منذ البداية ليكون مركزاً جديداً للمدينة". إلا أن بعض المواطنين الذين ما زالوا يسكنون في الحي المهمل لم يعلموا بأمر المخطط واستصعبوا فراق بيوتهم الصغيرة قبالة البحر.
إن قرار البلدية بتجميد البناء كلياً كان بداية مشوار آخره محو الحي بشكل مطلق، وخلاله توقفت البلدية عن صيانة المباني وسمحت بتحويل الحي إلى ساحة خردة.
في سنوات ال 50 بدأت تنسج مخططات حول مستقبل مسطح الحيّ. أبرز هذه المخططات كان مخطط "سيتي"(المدينة). كان من المفروض، حسب هذه الخطة، أن يقام في الحيّ المركز الجديد للمدينة العصرية. "مسطح المنشية"، كتب المهندسون، "كأنه أُعدّ منذ البداية ليكون مركزاً جديداً للمدينة". إلا أن بعض المواطنين الذين ما زالوا يسكنون في الحي المهمل لم يعلموا بأمر المخطط واستصعبوا فراق بيوتهم الصغيرة قبالة البحر.
إن قرار البلدية بتجميد البناء كلياً كان بداية مشوار آخره محو الحي بشكل مطلق، وخلاله توقفت البلدية عن صيانة المباني وسمحت بتحويل الحي إلى ساحة خردة.
إن التجاهل المتعمد من قبل السلطات لوضع الحي أدى إلى رحيل معظم سكانه وبقي فيه ذوو الأوضاع الاقتصادية والصحية السيئة. هذا الإهمال عزز في ذهن الجمهور، أن الحي هو مكان بائس يعيش فيه من الناس من يعتبر عبئاً اجتماعياً.
في عام 1963 اتـُخذ قرار ببدء البناء في المنشية وتحويله إلى مركز تجاري عصري، فأقيمت لذلك شركة حكومية – بلدية، اسمها "أحوزات هحوف"(ضيعة الشاطيء)، وأعلن عن مسابقة دولية لتخطيط المكان. شملت الخطة مباني عامة وإدارية، منطقة تجارة وتسوّق، أبراج للمكاتب وآلاف الوحدات السكنية، مواقف للسيارات، فنادق ومرافق ترفيهية، مع استغلال أقصى لشاطيء البحر من أجل راحة الجمهور. هدم حي المنشية كلياً ما عدا مسجد حسن بك. مقابل المسجد أنشيء متنزه لتخليد ذكرى محتلي يافا وفيه مواقف سيارات و
للحافلات.
تـُوّج المشروع بمتنزه على اسم تشارلز كلور، متبرع يهودي بريطاني، وقام بتخطيطه مصمم المناظر والشاعر ع. هيلل، حيث أقيم المتنزه على الجزء الأساسي للحيّ. صـُمم المتنزه على شكل "كثبان رملية" تغطي ركام الحي الذي جـُمّع على شاطئ البحر. وكما تعمل الصهيونية، التي تحيي القفر، تم تغطية الكثبان بالعشب وأصبحت خضراء اللون.
تـُوّج المشروع بمتنزه على اسم تشارلز كلور، متبرع يهودي بريطاني، وقام بتخطيطه مصمم المناظر والشاعر ع. هيلل، حيث أقيم المتنزه على الجزء الأساسي للحيّ. صـُمم المتنزه على شكل "كثبان رملية" تغطي ركام الحي الذي جـُمّع على شاطئ البحر. وكما تعمل الصهيونية، التي تحيي القفر، تم تغطية الكثبان بالعشب وأصبحت خضراء اللون.
كما هو الحال في أماكن أخرى في يافا، فإن مشروع المنشية يمثـّل مشوار التدمير الذي بدأ بهجوم على الحي، ما زال مستمراً حتى اليوم، وبالذات تحت عنوان "تخطيط" وتطوير". عملياً، تصميم المنشية يشبه أكثر من أي شيء، رؤى ناحوم جوطمان.
اعداد وتقديم ينبوع الفكر والثقافة
موقع يافا yafa4you
نشكركم لحسن متابعتكم كما ونقدم المزيد من البحوث والدراسات التاريخية حول مدينة يافا وقراها
فضلأ مشاركة لتعم الفأدة لجميع
شاهد أيضاً في هذة السياق
صور ازقاق حى المنشية يافا
تقرير وصور حسن بيك حى المنشية جزء٢
صور قديمه جدا ونادرة لحى المنشية